الشهيد جابر منير عدلى ( الشهيد المرنم )
تزوج منير عدلى ورُزق بثلاثة ابناء وهما بالترتيب ( هانى ، جابر ، ومريم ) ، فالشهيد جابر هو الثانى بين اخواته وقد وُلد فى 25 يناير 1992 م ، وعاشت الاسرة فى قرية المنيال التابعة لمركز مطاى " وهى بلد أبونا القديس عبد المسيح المناهرى " بمحافظة المنيا ،،، فكانت الاسرة تتردد كثيرا على زيارة " المزار الخاص بأبونا عبد المسيح بالمناهرة " بمركز مطاى .
نشأ الشهيد جابر منير عدلى وسط تربة خصبة من أصوات الترانيم والقداسات ، وأجراس الكنائس فتقول " والدته " انه كان دايما بينام على أصوات القداسات .
كما عاش الشهيد جابر منير منذ طفولته وحتى سن ال السادسة عشر وسط الاراضى الزراعية عاملا "بحرفة الزراعة " و "الفلاحة " ،،،، فكان يقضى أغلب أوقات صباه هناك تحت الاشجار وسط أصوات الرياح ومنظر الخضروات التى بلا شك كانت لها تأثير عميق فى نفسه فكان كثيراً ما يختلى بنفسه وبربه هناك ،،، فقد كان يجلس تحت الشجرة ليستريح قليلا من العمل فى الارض الزراعية فكان فى هذا الوقت يترنم ويدندن ببعض الترانيم التى كانت لها لذة خاصة عنده ،، وبسبب ظروف الرى فى الاراضى الزراعية كان الشهيد جابر منير بيسهر بالليل كتير هناك للرى الارض ،،
قالوا عنه
ويحكى " شنودة صليب " أحد أقربائه ، انه كان بيأخدله الفطار الصبح ويروحله الغيط ويقوله " يا جابر انت ازاى بتقعد هنا فى الليل لوحدك ؟ ! " فكان رد الشهيد جابر عليه بسيط جدا ويقوله " يا شنودة أنا لما برشم الصليب بحس براحة واطمئنان ولما بقول كيريا ليسون يارب ارحم بيذهب عنى اى خوف "
كما كان الشهيد يتميز بخفة دم وروح فكاهية عالية وكان دايما ذو وجه بشوش متمسكاً بقول الكتاب " أفرحوا فى الرب كل حين "
كان الشهيد جابر منير منذ طفولته لا يعرف الخوف ويظهر ذلك واضحاً فى ذهابه لرى الارض الزراعية فى اوقات متأخرة جداً من الليل ،، وأيضا تظهر شجاعة الشهيد جابر منير واضحة فى احدى الصور له وهو فى ليبيا وهو ممسكاً بثعبان ! ،،، متمسكا بسلطان السيد المسيح الذى أعطاه لنا عندما قال " و اعطيكم السلطان أن تدوسوا على الحياة والعقارب وكل قوات العدو " فيا لعظمة هذا الايمان الحى المُختبر ! .
الشهيد جابر منير والسفر الى ليبيا
"الارض وشغل الفلاحة مش جايبين همه " هكذا قال الشهيد جابر منير لابيه عندما قرر السفر الى ليبيا عشان يجهز نفسه زى غيره من الشباب ورغم ان ابوه كان رافض موضوع السفر وكان عايزه يفضل جنبه وسط الارض واخواته الا ان الشهيد جابر منير قرر السفر وبالفعل سافر للمرة الاولى الى ليبيا فى 2010 م وكان عمره 18 سنة وقعد هناك مدة كبيرة عاملاً بمهنة النقاشة ورجع عشان يجهز الشقة بتاعته وبالفعل نزل فترة بعد سفره الى ليبيا عدة مرات وجهز الشقة بتاعته .
السفر الأخير الى ليبيا
قرر الشهيد ان يسافر تانى فى فبراير الماضى ورغم تدهور الاوضاع فى ليبيا سافر الشهيد جابر منير للمرة الاخيرة له فى فبراير 2014 م عشان يجهز نفسه ويرجع عشان يتجوز ويستقر وكان عمره فى ذلك الوقت 22 عام ..
الأصدقاء فى ليبيا
شاء التدبير الالهى ان يجتمع الشهيد جابر منير بمجموعة من الاشخاص كان لهم نفس الخطة الالهية المرسومة لهم منذ البدء ، فهناك أجتمع الشهيد جابر منير وسكن مع 7 من الشهداء وهما ( الشهيد لوقا نجاتى ، و الشهيد عصام بدار ، و الشهيد صموئيل ألهم ، و الشهيد عزت بشرى ، و الشهيد صموئيل فرج و الشهيد سامح صلاح ) ،، كانت تجمعهم نفس الغرفة ونفس المهنة " النقاشة " ،،، ونفس النصيب فى الخطة الالهية المرسومة !
عاش الشهيد جابر منير مع تلك المجموعة حوالى 9 اشهر قبل الخطف ، جمعتهم الكثير من المواقف والذكريات الرائعة والتى كانت تشهد جميعها على طيبة الشهيد جابر منير وصفاء ذهنه وحبه للقداسات والترانيم والصلاة حتى انه بعد سفره الى ليبيا لم تفارقه تلك العادة التى اعتاد عليها وهى النوم على صوت القداس ..
وفى ظل تدهور الاوضاع فى ليبيا منذ بداية عام 2014 م ومقتل الطبيب المصرى واولاده ،، جاء الاتصال الهاتفى الاخير من الشهيد جابر منير الى شقيقه هانى منير عدلى فى 25 ديسمبر 2014 بيطمنه فيه على الاوضاع وبيتفق معاه انه خلاص هينزل بعد يومين ويقضى معاهم اجازةعيد الميلاد المجيد .
يوم الخطف وبداية طريق الأمجاد
وبالفعل فى يوم 28 /12 قررت تلك المجموعة والتى تتكون من 7 شهداء حسب ما ذكرتهم سابقاً مغادرة ليبيا متجهة الى الحدود الليبية وكان ا / عاطف بشرى شقيق الشهيد عزت بشرى هو أخر شخص ودعهم قبل تحرك السيارة حيث ظل هو هناك ولم ينزل الا بعد الحادث ،،، وبعد نص ساعة من تحرك السيارتين من مكان السكن الى الحدود الليبية وكانوا الشهداء ال 7 فى العربية الثانية ومع اول كمين لأنصار الدولة الاسلامية " داعش " بعد 50 كيلو بعد مدينة سرت تم ايقاف السيارة الاولى وما ان شاهد الشهيد جابر منير ذلك وهو فى السيارة التانية أمسك بالتليفون واتصل بشقيق الشهيد عزت بشرى ا/ عاطف بشرى وقالوا "يا عمى عاطف احنا مخطوفين !"
الا ان سرعان ما انقطع الاتصال الهاتفى وتم اغلاق التليفونات و منذ فجر 29 /12 انقطع كل شئ عنهم لتبدا فترة أخيرة فى حياة الشهيد جابر منير على أيد تنظيم داعش ،، وقد لا نعرف تفاصيل تلك الفترة المجهولة فى حياته ورفقائه الا وأنها بالتأكيد فترة عصيبة تعرضوا فيها للكثير من الضغوط ،، ولكنها لم تكن جديدة على الشهيد جابر منير ،، ففى حادثة أخرى سابقة للاستشهاد عام 2010 م تم القبض على الشهيد جابر منير وألقى فى السجن فترة وما كان منه فى السجن الا الصلاة والصمت وتشجيع رفقائه الى ان خرج منها بسلام ...لان ساعته لم تكن أتت بعد !
الإستشهاد
ومنذ يوم الخطف هذا ولمدة 45 يوم وشهدائنا فى تلك الفترة المجهولة التى لا نعلم عنها اى شئ الا انها كانت بمثابة الهدوء الذى يسبق العاصفة حتى يوم 14 فبراير 2015 م والذى ظهر فيه الفيديو التحذيرى لتنظيم الدولة الاسلامية داعش و فيه ال 21 شهيد مرتدين البدلة الحمراء ومن بينهم كان الشهيد جابر منير ،، وفى يوم 16 فبراير 2015 تم عرض فيديوا الاستشهاد كاملا .
الشهيد المرنم فى فيديو الاستشهاد
فى منظراً عجيب وسلامً رهيب ظهر الشهيد جابر منير فى فيديو الاستشهاد وبكل وداعة وأطمئنان وطيلة مدة الفيديو كان الشهيد يصلى مغمض العين !
الا ان جاءت اللحظة الاخيرة والتى بدأت بألقاء جميع الشهداء على الارض ليتم ذبحهم فما كان من الشهيد جابر منير الا ونطق تلك الكلمات التى ما زالت أذان كل واحداً منا وهى " يارب يسوع المسيح ارحمنى "
ولعل المقربين للشهيد جابر منير لم يندهشوا بشدة عندما رأوه يصلى بكل ثبات وهدوء وذلك لان هذا هو وهكذا كان الشهيد المرنم جابر منير عدلى طيلة حياته على الارض والتى تبلغ 23 عاما ،، محبأ للصلاة والترانيم ، مصدر تشجيع لمن فى الضيق وفوق كل هذا كان عاشقاً لذلك الاله الذى كان اسمه هو أخر كلماته !
من الطفولة وحتى الإستشهاد
ميلاده ونشاتهتزوج منير عدلى ورُزق بثلاثة ابناء وهما بالترتيب ( هانى ، جابر ، ومريم ) ، فالشهيد جابر هو الثانى بين اخواته وقد وُلد فى 25 يناير 1992 م ، وعاشت الاسرة فى قرية المنيال التابعة لمركز مطاى " وهى بلد أبونا القديس عبد المسيح المناهرى " بمحافظة المنيا ،،، فكانت الاسرة تتردد كثيرا على زيارة " المزار الخاص بأبونا عبد المسيح بالمناهرة " بمركز مطاى .
نشأ الشهيد جابر منير عدلى وسط تربة خصبة من أصوات الترانيم والقداسات ، وأجراس الكنائس فتقول " والدته " انه كان دايما بينام على أصوات القداسات .
كما عاش الشهيد جابر منير منذ طفولته وحتى سن ال السادسة عشر وسط الاراضى الزراعية عاملا "بحرفة الزراعة " و "الفلاحة " ،،،، فكان يقضى أغلب أوقات صباه هناك تحت الاشجار وسط أصوات الرياح ومنظر الخضروات التى بلا شك كانت لها تأثير عميق فى نفسه فكان كثيراً ما يختلى بنفسه وبربه هناك ،،، فقد كان يجلس تحت الشجرة ليستريح قليلا من العمل فى الارض الزراعية فكان فى هذا الوقت يترنم ويدندن ببعض الترانيم التى كانت لها لذة خاصة عنده ،، وبسبب ظروف الرى فى الاراضى الزراعية كان الشهيد جابر منير بيسهر بالليل كتير هناك للرى الارض ،،
قالوا عنه
ويحكى " شنودة صليب " أحد أقربائه ، انه كان بيأخدله الفطار الصبح ويروحله الغيط ويقوله " يا جابر انت ازاى بتقعد هنا فى الليل لوحدك ؟ ! " فكان رد الشهيد جابر عليه بسيط جدا ويقوله " يا شنودة أنا لما برشم الصليب بحس براحة واطمئنان ولما بقول كيريا ليسون يارب ارحم بيذهب عنى اى خوف "
كما كان الشهيد يتميز بخفة دم وروح فكاهية عالية وكان دايما ذو وجه بشوش متمسكاً بقول الكتاب " أفرحوا فى الرب كل حين "
كان الشهيد جابر منير منذ طفولته لا يعرف الخوف ويظهر ذلك واضحاً فى ذهابه لرى الارض الزراعية فى اوقات متأخرة جداً من الليل ،، وأيضا تظهر شجاعة الشهيد جابر منير واضحة فى احدى الصور له وهو فى ليبيا وهو ممسكاً بثعبان ! ،،، متمسكا بسلطان السيد المسيح الذى أعطاه لنا عندما قال " و اعطيكم السلطان أن تدوسوا على الحياة والعقارب وكل قوات العدو " فيا لعظمة هذا الايمان الحى المُختبر ! .
الشهيد جابر منير والسفر الى ليبيا
"الارض وشغل الفلاحة مش جايبين همه " هكذا قال الشهيد جابر منير لابيه عندما قرر السفر الى ليبيا عشان يجهز نفسه زى غيره من الشباب ورغم ان ابوه كان رافض موضوع السفر وكان عايزه يفضل جنبه وسط الارض واخواته الا ان الشهيد جابر منير قرر السفر وبالفعل سافر للمرة الاولى الى ليبيا فى 2010 م وكان عمره 18 سنة وقعد هناك مدة كبيرة عاملاً بمهنة النقاشة ورجع عشان يجهز الشقة بتاعته وبالفعل نزل فترة بعد سفره الى ليبيا عدة مرات وجهز الشقة بتاعته .
السفر الأخير الى ليبيا
قرر الشهيد ان يسافر تانى فى فبراير الماضى ورغم تدهور الاوضاع فى ليبيا سافر الشهيد جابر منير للمرة الاخيرة له فى فبراير 2014 م عشان يجهز نفسه ويرجع عشان يتجوز ويستقر وكان عمره فى ذلك الوقت 22 عام ..
الأصدقاء فى ليبيا
شاء التدبير الالهى ان يجتمع الشهيد جابر منير بمجموعة من الاشخاص كان لهم نفس الخطة الالهية المرسومة لهم منذ البدء ، فهناك أجتمع الشهيد جابر منير وسكن مع 7 من الشهداء وهما ( الشهيد لوقا نجاتى ، و الشهيد عصام بدار ، و الشهيد صموئيل ألهم ، و الشهيد عزت بشرى ، و الشهيد صموئيل فرج و الشهيد سامح صلاح ) ،، كانت تجمعهم نفس الغرفة ونفس المهنة " النقاشة " ،،، ونفس النصيب فى الخطة الالهية المرسومة !
عاش الشهيد جابر منير مع تلك المجموعة حوالى 9 اشهر قبل الخطف ، جمعتهم الكثير من المواقف والذكريات الرائعة والتى كانت تشهد جميعها على طيبة الشهيد جابر منير وصفاء ذهنه وحبه للقداسات والترانيم والصلاة حتى انه بعد سفره الى ليبيا لم تفارقه تلك العادة التى اعتاد عليها وهى النوم على صوت القداس ..
وفى ظل تدهور الاوضاع فى ليبيا منذ بداية عام 2014 م ومقتل الطبيب المصرى واولاده ،، جاء الاتصال الهاتفى الاخير من الشهيد جابر منير الى شقيقه هانى منير عدلى فى 25 ديسمبر 2014 بيطمنه فيه على الاوضاع وبيتفق معاه انه خلاص هينزل بعد يومين ويقضى معاهم اجازةعيد الميلاد المجيد .
يوم الخطف وبداية طريق الأمجاد
وبالفعل فى يوم 28 /12 قررت تلك المجموعة والتى تتكون من 7 شهداء حسب ما ذكرتهم سابقاً مغادرة ليبيا متجهة الى الحدود الليبية وكان ا / عاطف بشرى شقيق الشهيد عزت بشرى هو أخر شخص ودعهم قبل تحرك السيارة حيث ظل هو هناك ولم ينزل الا بعد الحادث ،،، وبعد نص ساعة من تحرك السيارتين من مكان السكن الى الحدود الليبية وكانوا الشهداء ال 7 فى العربية الثانية ومع اول كمين لأنصار الدولة الاسلامية " داعش " بعد 50 كيلو بعد مدينة سرت تم ايقاف السيارة الاولى وما ان شاهد الشهيد جابر منير ذلك وهو فى السيارة التانية أمسك بالتليفون واتصل بشقيق الشهيد عزت بشرى ا/ عاطف بشرى وقالوا "يا عمى عاطف احنا مخطوفين !"
الا ان سرعان ما انقطع الاتصال الهاتفى وتم اغلاق التليفونات و منذ فجر 29 /12 انقطع كل شئ عنهم لتبدا فترة أخيرة فى حياة الشهيد جابر منير على أيد تنظيم داعش ،، وقد لا نعرف تفاصيل تلك الفترة المجهولة فى حياته ورفقائه الا وأنها بالتأكيد فترة عصيبة تعرضوا فيها للكثير من الضغوط ،، ولكنها لم تكن جديدة على الشهيد جابر منير ،، ففى حادثة أخرى سابقة للاستشهاد عام 2010 م تم القبض على الشهيد جابر منير وألقى فى السجن فترة وما كان منه فى السجن الا الصلاة والصمت وتشجيع رفقائه الى ان خرج منها بسلام ...لان ساعته لم تكن أتت بعد !
الإستشهاد
ومنذ يوم الخطف هذا ولمدة 45 يوم وشهدائنا فى تلك الفترة المجهولة التى لا نعلم عنها اى شئ الا انها كانت بمثابة الهدوء الذى يسبق العاصفة حتى يوم 14 فبراير 2015 م والذى ظهر فيه الفيديو التحذيرى لتنظيم الدولة الاسلامية داعش و فيه ال 21 شهيد مرتدين البدلة الحمراء ومن بينهم كان الشهيد جابر منير ،، وفى يوم 16 فبراير 2015 تم عرض فيديوا الاستشهاد كاملا .
الشهيد المرنم فى فيديو الاستشهاد
فى منظراً عجيب وسلامً رهيب ظهر الشهيد جابر منير فى فيديو الاستشهاد وبكل وداعة وأطمئنان وطيلة مدة الفيديو كان الشهيد يصلى مغمض العين !
الا ان جاءت اللحظة الاخيرة والتى بدأت بألقاء جميع الشهداء على الارض ليتم ذبحهم فما كان من الشهيد جابر منير الا ونطق تلك الكلمات التى ما زالت أذان كل واحداً منا وهى " يارب يسوع المسيح ارحمنى "
ولعل المقربين للشهيد جابر منير لم يندهشوا بشدة عندما رأوه يصلى بكل ثبات وهدوء وذلك لان هذا هو وهكذا كان الشهيد المرنم جابر منير عدلى طيلة حياته على الارض والتى تبلغ 23 عاما ،، محبأ للصلاة والترانيم ، مصدر تشجيع لمن فى الضيق وفوق كل هذا كان عاشقاً لذلك الاله الذى كان اسمه هو أخر كلماته !
وفى نهاية قصتك التى لا أعلم كيف أنهيها لانها ليس لها نهاية ،، فاليك يا اجمل مرنم واليك يا داؤود الثانى أتوسل أن تشفع فينا أمام عرش النعمة .