الشهيد صموئيل الهم , من الطفولة وحتى الإستشهاد , شهداء ليبيا الـ 21

الشهيد صموئيل الهم ولسن
من الطفوله وحتى الإستشهاد
نشأته و ميلاده
ترجع نشأة الشهيد صموئيل الهم الى قرية العور بمحافظة المنيا وسط عائلة تتميز بالبساطة و الهدوء وسط أربعة من الاشقاء ،، حيث  وُلد الشهيد فى 14 يوليو 1986 م ، و هو ابن عم الشهيد ميلاد مكين والذى استشهد ايضا معه فى نفس اليوم ..  نشأ وتربى على العمل المبكر فمنذ نشأته وهو يتنقل بين الكثير من الحرف فمنها النقاشة ومنها السباكة وغيرها من الحرف التى عمل الشهيد بها ،، حيث اعتاد الشهيد على تحمل المسئولية حيث كان يرعى والديه واشقائه
ثم تزوج الشهيد وهو فى سن ال 21 وأنجب 3 أبناء كانوا بالنسبة له كل حياته وعاش بعد الزواج فى منزل والده هو وزوجته واولاده  ولعل ذلك كان الدافع وراء سفره الى ليبيا لتوفير سكن مستقل له ولاولاده ، حيث قال والدته " لقمة العيش اللى خلته يسافر "
فأسمح لى عزيزى القارئ ان تذهب معى فى رحلة قصيرة فى حياة ذلك الشهيد التى شهد لها الجميع بالهدوء والبساطة ومحبة الغير و فوق كل ذلك محبته الحقيقية وتدينه الحقيقى الغير شكلى حتى انى أحببته كثيرًا دون أن أراه من كثرة ما سمعت عنه وتمنيت أن أراه يوماً ،، فتعالوا اذن يا أحبائى نتعرف عليه من قرب لعل شفاعته لنا تبرد قلوبنا وتمنحنا عزاء  !
الشهيد صموئيل الهم , من الطفولة وحتى الإستشهاد , شهداء ليبيا الـ 21
حياته
فلقد كان الشهيد صموئيل الهم  شعلة من الحب للجميع ،،  فلم يحمل ضغينة لأحد فما قيل عنه يحتاج الى صفحات لنعبر فيها عن مدى محبته  للسيد المسيح ،، فقد كان بالرغم من مهنته البسيطة المهمشة وبالرغم من عدم كونه خادم بالكنيسة ولكنه بالحقيقة كان قائداً للعمل من النوع الروحى المختار من الله وسط زملائه بالعمل ، فكان دائماً ما يقود زملائه الى الصلاة وقراءة الكتاب المقدس بعد انتهاء الشغل وتناول العشاء كان يقول لهم " يلا بينا نقرأ فى الكتاب المقدس ونصلى ! "
ليس لديهم شهادات عليا ولا دكتوراه فى الخدمة ولا ماجستير فى اللاهوت ولكنهم حصلوا على الدرجات النهائية فى مدرسة  " الحب الكنسى " !!

مصباح مضئ فى شغله  وحياته
ولعل  الصدفة جمعتنى بشخص من الاشخاص الذى عاش مع الشهيد صموئيل الهم فترة  ليست  بقصيرة وكان معه  فى نفس  الغرفة  ، وتلك الفترة  كانت  فى الساحل الشمالى وبالتحديد منطقة سيدى عبد الرحمن  حيث كان  الشهيد  يعمل  هناك   "سباك "  وذلك الشخص  الذى  عاش  مع الشهيد هو  أ /  بيشوى نبيل ، الذى كان  مشرف سباكين فى ذلك الوقت و هو أصدق  ما  يتحدث  عن  حياته ! ،،،
وبيحكلنا   "ا/  بيشوى نبيل  "  وهو المشرف  عليه فى الشغل  ،، ان الشهيد صموئيل الهم  كان أمين جدا  فى شغله و لم يكن  كباقى الشباب  يهزر ويضحك فى الشغل  ،،  كان عنده  حدود فى الهزار  وأمانة فى شغله ،، وعمره ما زعل  حد  منه  ولما  كان ا / بيشوى  يطلب  شغل  مستعجل  منه ،،  ماكنش يرتاح ولا ينام غير لما  يخلص الشغل  دا ،،، كان  فعلاً  قدوة مسيحية حقيقية فى عمله
وكانت  جملة " باركلى يارب فى بيتى ومالى  "  دايماً على لسانه !  .
كان الشغل ميعاده  من الساعة 7 صباحاً  ؟،،  كان الشهيد يقوم من الساعة  5  ونص  يصلى  فى الاجبية ،، متمسكاً بقول المزمور " الذين يبكرون الى يجدوننى "  فكان التبكير فى الصلاة  وصلاة الاجبية   عادة لم تفارق  الشهيد صموئيل  الهم .
وبعد الصلاة فى الاجبية  يطلع  عشان يشترى  الفطار  عشان  يأخدوه معاهم الشغل ويفطروا هناك .
كان  وشه  دايماً بشوش طول النهار فى الشغل  رغم  كتثرة تعب الشغل ! .
ولما يخلصوا  شغل ويرجعوا السكن  كان يستحمى و يتعشأ ويطمن  على مراته  وولاده فى التليفون  وبعدين  يقولنا يلا نقرأ فى  الكتاب المقدس ونصلى  وينام  وكان  هو  يأخد الكتاب المقدس فى حضنه وينام ...!
فكان الشهيد محباً جدا  للقراءة فى الكتاب المقدس والاجبية وخصوصاً  المزامير  التى  كان يرتلها  بنغمة  حزينة  ،،  حتى انه رسم أُغُنسطس (قارئ )  بيد  نيافة  الحبر الجليل الانبا  بفنوتيوس  ..

مواقف تشهدله  فى حياته
ولعل  حياة الشهيد مليئة بالمواقف التى تشهد على قوة  وعظمة ذلك الايمان الذى  كان  يحيا به  فى كل  يوم  وفى كل  مكان وليس فقط فى لحظة الاستشهاد .
    الشهيد صموئيل الهم , من الطفولة وحتى الإستشهاد , شهداء ليبيا الـ 21
  • كان يوم الجمعة فى حياة الشهيد له مذاق  خاص جدأً  عنده ،، فكان الجمعة  عبارة عن   نصف يوم شغل ،، ولكن الشهيد كان بيأخده  كله أجازة  ولكن  ليس  كسلاً  منه  او  تراخى  ولكن لانه خصص ذلك اليوم بأكمله للذهاب الى الكنيسة فيحكلنا  ا/ بيشوى نبيل  انه  اثناء  فترة شغله فى الساحل  كان  الشهيد بيخصص اليوم  دا  للذهاب الى الكنيسة  وحضور القداس باكراً  فكان يستيقظ  باكراً  و يركب مواصلة حوالى ربع ساعة  حتى يصل  الى كنيسة مارمينا بالساحل ،،  
  • أما  عن  النهضات  الروحية  فكانت لها  مكانة  خاصة فى حياة  الشهيد ،،  فكان الشهيد  صموئيل  الهم  محباً  جداً   للحضور  النهضة بالكنيسة  حتى فى اوقات سفره  وشغله كان  بيرجع  من الشغل  على الكنيسة للحضور النهضة ،، حتى ان ا/بيشوى نبيل  رئيسه فى العمل  قال  بالحرف الواحد "  ما كنش  بيفوت  نهضة  غير لما يروحها ! " فطوباك  ايها الشهيد العظيم  المحب للكنيسة  بيت  الله  والملائكة !
  • وفى موقف أخر  رواه لنا  ا/ بيشوى نبيل  وهو موقف  حدث  امام  عينه  فى الشغل ، : كان فيه واحد " عرباوى "  وهو  الشخص الذى يمتلك  عربية  مخصصة للنقل  وكان شغال  معاهم فى نفس  المنطقة ،،  فسأل  الشهيد صموئيل الهم  مرة وقاله " أنت اسمك ايه ؟ " ،  فرد  عليه الشهيد صموئيل  وقاله  "  اسمى" صموئيل ، "  فقالوا  "  ازاى ؟  انت  نصرانى  بقى ! "  ،، فقالوا " ايوا  مسيحى ! "   فرد  عليه  العرباوى وقاله  "  وكل النصارة  زيك كدا  ؟؟ "   فرد  عليه  الشهيد صموئيل  الهم  قائلا "  ايوا  وأحسن  منى  كمان ! " ،  فانتهره  العرباوى  قائلا " انت  مش  خايف  يا  صموئيل ؟؟ ،  دا  انا ممكن   أخد  روحك  !! ،، فرد عليه  الشهيد بكل  سلام  وهدوء قائلاً " متقدرش  روحى  ملك  للى خالقها " !! هكذا  كان  الشهيد صموئيل  الهم قوياً  شجاعاً  ليس  فقط  فى لحظة  استشهادة   بل  كان  هكذا  طوال  فترة حياته  أمينا و شجاعاً  وغيوراً  على  مسيحه  !
  •  كان  دايماً الشهيد صموئيل الهم فى  كنيسة بلده بالعور بيكون شايل ابنه فى القداس  وبيعلمه ازاى يقف  ساكت فى الكنيسة ، وازاى يرشم الصليب ، وازاى ميأكلش  قبل التناول ! .
حقاً كان  الشهيد صموئيل الهم  معلماً  لاولاده و معلماً لنا جميعاً عن معنى الايمان الحى  المختبر !

سفره الى ليبيا
"بحثاً عن لقمة العيش " ورغبتاً فى تأسيس منزل  مستقل  له  ولاسرته  وتحسين  ظروف المعيشة    قرر الشهيد صموئيل الهم السفر  الى ليبيا  وهناك  اجتمع مع  أشخاص  لهم  نفس النصيب من الخطة الالهية  وهم  المجموعة الاولى من الشهداء  وهم  كالتالى (  الشهيد عصام بدار ، و الشهيد لوقا نجاتى ،  و الشهيد صموئيل فرج ،  و الشهيد عزت  بشرى ، و الشهيد جابر منير  و الشهيد سامح صلاح )   ،  خلال فترة سفر الشهيد الاخيرة الى ليبيا  سكن  مع تلك المجموعة ولعل  لم تتغير  عادة الشهيد هناك بل كان مدواماً على الصلاة وقراءة الكتاب المقدس بعد رجوعه من الشغل ثم الاستيقاظ مبكراً والصلاة فى الاجبية

يوم الخطف وبداية طريق المجد
ولم  تمر اشهر  قليلة وتدهورت الاوضاع الامنية فى ليبيا وخصوصاً بعد مقتل الطبيب المصرى وأولاده فقررت تلك المجموعة  النزول الى مصر وبالفعل فى صباح 28 ديسمبر 2014 م تحركت السيارة الحاملة لهؤلاء المجموعة من الشهداء وعددهم 7  كما  ذكرتهم  بالاعلى ،،  واتجهت السيارة الى الحدود اللليبية ولكن بعد 50 كيلو من التحرك تقابلوا مع سيارة راجعة فى الطريق المعاكس و سائق هذا السيارة شاور للسائق سيارتهم  بالرجوع ولكن لم يلتفت السائق اليه وأكمل الطريق ! ، ومع أول كمين للدواعش تم تفتيش  السيارة وسؤالهم عن ديانتهم فقالوا " مسيحييبن ! "  ،،  فتم اختطافهم و تركوا سائق السيارة يعود بعد ان دلهم على مكان السكن ! ،

الإستشهاد
بعد خطف المجموعة الاولى من الشهداء و التى كان من ضمنها الشهيد صموئيل الهم  لتبدأ فترة جديدة مجهولة فى حياته  استمرت للمدة 45  يوماً  لا نعرف  عنها الكثير الا انها بالتاكيد كانت فترة عصيبة مليئة بالضغوط  والتنهدات أنتهت بعرض  ذلك الفيديو الرهيب  يوم 16 فبراير 2015 الذى يأخذ  قلوبنا كلما شاهدناه ،، واذا  بنا نرى الشهيد صموئيل الهم يقبل الموت مع أخواته الشهداء  بقلب ثابت وايمان وطيد ورجاء بمجد ابدى ، لم يهتز له جفن بل كان الشهيد صموئيل الهم  رافعاً راسه متطلعاً الى السماء كالنسر الذى يرى السماء مفتوحة أمام عينه فينطلق و يسبح فيه غير مهتماً لما حوله من مغريات وضوضاء ،، عالماً ومدركاً لما ينتظره من مجدً وعظمة فى أحضان الاب السماوى ربنا يسوع المسيح

" فأى مجد أعظم من هذا ان تذهب سعيداً وتغادر كالنسر الشامخ هذا العالم وسط العذابات والالام "

خدام موقع كنيستى مجموعة من الخدام بدأت خدمتها على الإنترنت يوم 16 فبراير 2015 فى يوم استشهاد شهداء ليبيا الأطهار وذلك بتأسيس صفحة الشهيد العظيم عصام بدار فخر المسيحيه , وببركة المسيح ونعمته تم تأسيس موقع كنيستى فى العيد الأول لشهداء ليبيا الأطهار فبراير 2016 , صلواتكم من اجل الخدمة

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة